Powered By Blogger

الخميس، 30 مارس 2017

مقال تحليلي حول التغييرات المناخية، إخطارها المحدقة بالعالم وسبل التصدي لها على نطاق مصر والشرق الأوسط

 بقلم:  سلمى سلطان

تعد ظاهرة التغيير المناخي أو الإحترار العالمي Global Warming من اخطر الظواهر المحدقة بالبشرية وبالحياة الحيوية جميعها إن لم تكن أخطرها على الإطلاق فهي تهدد الحياة على كوكب الأرض بما فيها من الإنسان وغيره من الكائنات.
وتتلخص الظاهرة بداية في ضرورة الوجود الطبيعي لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي والمتمثله في ثاني أكسيد الكربون Co2، غاز الميثان وغيرها من غازات الاحتراق الأخرى على النحو الذي يبقي على كوكب الأرض دافئا بدرجة تكفي للحياة كما نعرفها، إلا أن الانبعاث الزائد لغازات الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان جعل الغطاء أكثر سمكا بحيث يختزن السخونه ويؤدي إلى ما نعرفه باسم الاحترار العالمي.
فقد ارتفعت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون CO2، العنصر الرئيسي لغازات الاحتباس الحراري إلى 350 درجة بعد أن تراوح معدله بالسابق ما بين 200 إلى 280 درجة.
ترجع الظاهرة إلى عدة عوامل وهي:
- إزالة الغابات، قطع الأشجار وعدم زرع مكانها مرة أخري والذى أدى بدوره إلى انحسار الغابات و زيادة رقعة الأراضي الصحراوية ( التصحر) ، حيث تلعب الحياة النباتية دورا بالغ الأهمية يتمثل في عملية البناء الضوئي التي تقوم بامتصاص ثاني أكسيد وتتألف الأشجار عموما في حوالي 20% من تكوينها من كربون بالإضافة إلى الأشجار ذات الكتل العضوية تؤدى دور بالوعة للكربون وبذا فإن عملية تدمير الغابات يضيف وحده 6 مليارات طن من غاز ثاني أكسيد الكربون. 

- يتسبب بخار الماء في حدوث من 36 إلى 70% من الاحتباس الحراري بدون احتساب الغيوم.
- حرق الفحم والنفط ، الغاز الطبيعي التي تطلق وحدها بلايين الأطنان من الكربون + أكسيد النيتروز وكميات أخري من الميثان CH4 
- ولإضافة إلى ما سبق فإن غاز الميثان، احد أهم عناصر غازات الاحتراق ينتج أيضا من الثروة الحيوانية، مزارع الأرز، مدافن النفايات ومقابل ذلك ينتج أكسيد النيتروز من استخدام الأسمدة وخاصة الصناعية منها.
- استخدام الوقود الأحفوري ، يطلق في الجو ثاني أكسيد الكربون فيساهم في زيادة تركيز غاز الدفيئه مما يساهم في رفع درجة الحرارة.
- النشاط البشري منذ الثورة الصناعية أدى إلى طرح غازات الدفيئه في الهواء الجوي خاصة ثاني أكسيد الكربون ، الميثان، الأوزون في طبقة التربو سفير ومركبات الكلوروفلور ، الكربون وأكسيد النيتروز.
- أيضا، حدوث زيادة طفيفة في نسبة التباين واللمعان الشمسي على مدى ال 30 عاما الماضية إلا ان هذا الأثر يكن إهماله لضآلته.
أدت كل العوامل السابقة غلى رفع تركيز الكربون Co2، الميثان CH4  بنسبة 36% ، 148% على الترتيب منذ أواسط القرن ال 18.

نسبة مساهمة كل عامل من العوامل السابقة في حدوث الاحتباس الحراري:
* بخار الماء 36 إلى 70%
* غاز ثاني أكسيد الكربون CO2  من 9 إلى 26%
* الميثان CH4 من 4 إلى 9%
* الأوزون من 3 إلى 7%

أدت العوامل السابق ذكرها باختصار إلى عدة مظاهر أهمها:

- تبدل فصول السنة فقد حدث عام 2014 فيضانات أثناء فصل الصيف رغم انه فتره تتسم بالجفاف النوعي.
- زيادة حرائق الغابات
-زيادة الفيضانات
- غرق الجزر المنخفضة
- أشارت عدة دراسات إلى أن عدد كبير من المدن الساحلية مهددة بالغرق نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر وبلوغه 12 سم منذ عام 1880 ففي عام 2013، حذرت الأمم المتحدة في تقرير لها من أن جزر المالديف مهددة بالزوال وان مدينة البندقية الإيطالية قد تغرق بالكامل في أقل من مائة عام.
- انهيار وذوبان الجليد خاصة فى الجزء الشمالي من الكرة الأرضية بقارة الإنتركتيا وجرينلاند.
- تلاحظ ارتفاع حرارة سطح الكرة الأرضية بمقدار من  (+/-)0.74، 0.18  إلى (+/-) 1.33، 0.32 فهرنهايت خلال القرن الماضي ويتوقع أن تزيد من 1.4 إلى 5.8  سليوليزيه وذلك في الفتره من 1990 وحتى 2100.
- تزداد حرارة المحيطات 13% أسرع مما كان يعتقد سابقا.
- هذا الارتفاع استمر بالحدوث بنصف الكرة الشمالي أكثر من الجنوبي ويرجع هذ لزيادة نسبة اليابسة في النصف الشمالي الذي تغطيه مساحه واسعة من الثلوج الموسمية ومن الأغطيه الجليدية مما يخضع للتأثير العكسي لذوبان الجليد بموجب معامل الارتداد الإشعاعي وهذا يعني امتصاص أكبر للحرارة.
هذا وتشير الدراسات حتى 2100، إلى استمرار ارتفاع منسوب سطح البحر.
- يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسارع الدورة الهيدرولوجيه، فالغلاف الجوي الأدفأ يختزن مزيدا من الرطوبه ويصبح أقل استقرارا وينتج عنه مزيد من هطول الأمطار وقد ينتج عنه تسارع التبخر وهذا يؤدي إلي انخفاض في كمية ونوعية إمدادات المياه العذبه في جميع المناطق الرئيسية.
، اتساع الصحاري المدارية، استمرار انحسار الأنهار الجليدية والأراضي دائمة التجلد والبحار المتجمدة، انكماش غابات الأمازون المطيرة، إنقراض بعض أنواع من الحيوانات.
- زيادة وشدة عدد العواصف والأعاصير المدارية ويصاحب ذلك انخفاض الثقة في توقعات الانخفاض العالمي في أعداد الأعاصير وقد تخطت بالفعل حدة العواصف القوية منذ السبعينيات المدى الذي رسمته محاكاة النماذج الحالية المتوفرة لتلك الفترة ( 3,8 ، 10 ، 9,5 )
- من المتوقع أن يتغيير مسار العواصف فوق المدارية باتجاه القطب، لتحمل في ثناياها تغيرات فى الرياح وهطول الأمطار كما سبق وأن أوضحنا.
- انتشار الأمراض المعدية والأوبئة.
كما وقد أكدت دراسات أخري أنه حتى مع ثبات غازات الدفيئه عند معدلاتها منذ عام 2000 وحتى عام 2100، لايزال خطر ارتفاع درجة حرارة الجو بنحو 0.5 درجة قائما.
- تشكل التغيرات المناخية سببا جديدا للصراعات العالمية.
- من واقع الإحصائيات كان عام 1998 هو الأدفء يليه عام 2005.

اكتشاف الظاهرة:
- لم يتم الانتباه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري سوى منذ الخمسين سنه الماضيه في حين أنها تم اكتشافها بمعرفة جون فورييه عام 1824 وقام بتحديدها كميا سانت أرينيوس عام 1896 وتعرف أيضا بظاهرة امتصاص إصدار الأشعة تحت الحمراء إلى تسخين سطح الأرض نتيجة تراكيز غاز الدفيئة في الهواء.

* تم إبرام
و بناء على ما سبق ذكره هناك بعض التدابير والإجراءات التي تم تبنيها للحد من انبعاث غازات الدفيئة تتضمن جهودا لتحسين كفاءة استخدام أنواع بديلة من الوقود واقتراح حصة من الوقود الأحفوري، أكبر مصدر لانبعاثات الكربون.
اقتراحات للحد من انبعاثات عازات الدفيئة بمصر ومنطقة الشرق الأوسط أسوة بما تم اتخاذ من تدابير واجراءات دولية مبنية على دراسات وابحاث متعمقة:
- حيث أنه لا توجد تقنية بعينها في مجال معين يمكن ان تكون مسئولة عن تخفيف الاحترار العالمي. هناك ممارسات وتقنيات في مجالات متعددة مثل مجالات النقل والصناعة والزراعة وإمداد الطاقة ، ينبغي أن تنفذ لتقليل الانبعاثات العالمية . ةاستنتجوا أن ثابت مكافىء ثاني أكسيد الكربون بين 445 و710 جزء في المليون، وبحلول عام 2030 سينتج عنه ما بين 0.6% زيادة و3% انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي:
لذا يوصي باتخاذ الأجراءات التالية:
- رفع درجة الوعي البيئي بين المواطنيين وأصحاب المزارع والأعمال لمخاطر انبعاثات غازات الدفيئة والحد من أسبابها وتطبيق نظم الزراعة المستدامه ، ومنع إزالة الأشجار و العمل على زيادة زراعة النباتات
تساعد الغابات من خلال احتجاز الكربون على التخفيف من ظاهرتي الاحترار وتغيير المناخ

- تحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة غير المتجددة والمواد الموجودة بالحقول وتحقيق التكامل بين أساليب المحافظه الإحيائية
- الحفاظ على اقتصاد الحقول
- تطبيق التعامل مع الزراعة المستدامة
- التقليل من نظام حرث الأرض حيث أن الحرث المفرط يؤدى إلى التعرية والري دون وجود تصريف كافي مما يؤدي إلى ملوحة التربة مثلما حدث مع الولايات المتحدة الأميريكية فهناك وكالة فيدرالية وهي جهة لحفظ الموارد الطبيعية التابعة لوزارة الزراعة الإميريكية لتقديم المساعدة الفنية والمالية للمهتمين بالحفاظ على الموارد الطبيعية والزراعة الانتاجية.

- تعتمد الزراعة المستدامة على تجديد التربة مع تحليل استخدام موارد الطاقة غير المتجددة مثل الغاز الطبيعي الذي يتخدم في تحويل النيتروجين إلى أسمدة مصنعة.
- إعادة تدوير نفايات المحاصيل و النفايات العضوية و الفضلات البشرية Bio-Mass
- زراعة البقول و العلف والبرسيم الحجازي التي تكون شكلا من أشكال التعايش مع بكتريا تثبيت النيتروجين ( المستجذره)
- استخدام الفحم النباتي طويل الأجل
- تطوير الري بالتنقيط
- التوسع في مساحة رقعة المناطق المستزرعة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
- الكف عن إزالة الأشجار بالمزارع وزرع أشجار أخرى عوضا عما تم اقتلاعه وتشجيع استصلاح و استزراع رقعا زراعية و تشجيرها وبذا يمكن اختزان ما يصل إلى 15 طن من الكربون لكل هكتار سنويا في كتلتها العضوية وقوامها الخشبي.
- استبدال الوقود الأحفوري بموارد الوقود الحيوي مثل الأخشاب الواردة من الغابات المدارة إدارة مسئولة.
- زيادة استعمال الأخشاب في المنتجات الأكثر تعميرا لإبعاد خطر إطلاق الكربون المحتجز إلى الجواء لأطول فترات ممكنه.
- استبدال مواد البناء المستهلكة في الطاقة مثل البلاستيك و الألومنيوم أو الأسمنت التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري في سياق التصنيع، بالأخشاب الطبيعية مما سيحقق فوائد إضافية للحد من انبعاث الكربون.
- وعلى نفس النحو : استخدام حطب الوقود بدلا من النفط و الغاز الطبيعي.
- بناء المزيد من السدود.