"مزرعة الحيوانات" رواية قصيرة صنفتها مجلة تايم ضمن أفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية في الفترة من عام 1923 وحتى عام 2005، وهي للكاتب الإنجليزي الشهير جورج أورويل. صدرت الرواية في أغسطس 1945 قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية بحوالي الشهر مما عرضها للكثير من صعوبات النشر بسبب استخدام المؤلف للنقد اللاذع مستعينا برموز من حيوانات المزرعة في محاولتها للثورة على صاحب المزرعة الظالم.
تقوم الحيوانات بالثورة وتصبح المزرعة ملكا لها، وتضع الخنازير –وهي أذكى حيوانات المزرعة – مذهبا يلتزم به الجميع يُسمى بالحيوانية Animalism تتلخص مبادئه في شعار واحد يحمل روح الثورة وهو "كل الحيوانات سواسية".
يتناول الكاتب حياة الحيوانات بعد الثورة، مدى التزامها بالعمل للنهضة بالمزرعة، أو التواكل، أو استغلال بعضها البعض أو النفوذ، كما يهتم بمشاعرها وتقلباتها طوال تلك الفترة مستخدما لغة سهلة لطالما آمن أورويل باستخدامها لتوصيل المفهوم دون تضليل للقارئ أو حشو زائد. لا نكاد نرى الراوي أو تعليقاته على الأحداث فهو يترك لنا المجال للتخيل والحكم بأنفسنا.
تهتم الرواية بصفة خاصة بشعارات الثورة الرنانة وأناشيدها كنشيد "يا وحوش إنجلترا" وتغيرها مع اختلاف علاقة الحيوانات ببعضها البعض، وأيضا تأثير البروباجاندا ذات النوايا الخفية عليها، وخصوصا على الحيوانات التي لا تتميز بالقدر الكافي من الوعي أوالتعليم، تلك التي تلتزم بفكرة "ثقافة القطيع".
"مزرعة الحيوانات" من روايات الأدب العالمي الخالدة، البسيطة والعميقة في ذات الوقت، والتي تلقي الضوء على الكثير من الدلائل والرؤى بعيدة النظر حول مسار الثورات عامة، مما يزيد من أهميتها في الفترة الحالية مع بزوغ شمس الربيع العربي.. قراءة سعيدة.