Powered By Blogger

الثلاثاء، 22 يناير 2013

حملة التدوين الأسبوعي: الخيط الرفيع لإحسان عبد القدوس

يوم 12 يناير اللي فات كانت الذكرى ال 23 لوفاة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس .. لا انسى أن كتاباته حببتني في القراءة وخلقت بداخلي عالما جميلا في سنين مراهقتي ..

أهدى هذه التدوينة لـــ "إحســـــــــــان" :)


إحسان عبد القدوس (1 يناير 1919 - 12 يناير 1990)، كان صحفياً وروائيا مصرياً. وهو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد والمربى وتركية الاصل وهي ُمؤَسِسَة مجلة روز اليوسفومجلة صباح الخير. أما والده محمد عبد القدوس فقد كان ممثلا ومؤلفا. ويعتبر إحسان من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية. ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزه في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات اجنبية متعددة. (ويكيبيديا)



الأسلوب السريع الحيوي .. ذلك النابض بالحياة .. هذا هو إحسان عبد القدوس .. تلك كلماته الحارة وقصصه التي تتحدث عن كل ما يخطر لك من علاقات تكشف النفس البشرية بكل جمالها وعورها ..
تلهث وراء سطوره العصبية حتى تصل لنهاية الرواية فلا يصيبك التعب مع هذا الأسلوب السلس المشوق بقدر ما يصيبك من تتابع الأحداث والوصف البارع والاندماج مع مشاعر الشخصيات ..

تكرار وصف الشخصيات الرئيسية في "الخيط الرفيع" يطبع سمات وشكل البطل والبطلة كوشم في الرأس .. وتلك الجملة المفتاح في بداية ونهاية الرواية "شيء اسمه الحب .. وشيء اسمه غريزة التملك، وبين الحب وغريزة التملك خيط رفيع جدا، إذا ما تبينته تكشف لك الفارق الكبير".

ربما كنت أحب أن أقرأ عن غريزة تملك الرجل للمرأة أكثر، كما هو الحال في المجتمع الشرقي غالبا، حيث يرى الرجل تدخله في التفاصيل الصغيرة والدقيقة للمرأة واختياراتها من أسباب اكتمال رجولته، وهو ما قد يجانب الصواب، ففي رأيي المتواضع أن لكل إنسان حيز خاص جدا لا يجب أن يتخطاه كائن من كان سواء رجل أو امرأة .. فبين الحب والتوحد وامتلاك القلب من ناحية والتملك والتحكم من ناحية أخرى ذلك الخيط الرفيع الذي يشير إليه إحسان عبد القدوس..
وقد ذكر جبران ضمن ما ذكره في كتاب "النبي" التأمل الآتي، وهو من أكثر التأملات التي أحسست بأهميتها الشديدة نظرا لعدم تطرق الكثير من الكُتاب لهذا الجانب من الحب، يقول جبران:
"قد ولدتم معا، وستظلون معا إلى الأبد
وستكونون معا عندما تبدد أيامكم أجنحة الموت البيضاء
ولكن فليكن بين وجودكم معا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض،
حتى أن أرياح السماوات ترقص فيما بينكم
أحبوا بعضكم بعضا، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود،
بل لتكن المحبة بحرا متموجا بين شواطئ نفوسكم
غنوا وارقصوا معا، وكونوا فرحين أبدا،
ولكن فليكن كل منكم وحده،
كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده،
ولكنها جميعا تُخرج نغما واحدا."  

رحم الله كاتبينا العربيين العظيمين.
     

ليست هناك تعليقات: