ذاكرة الشعب المصري قصيرة، وقصيرة قوي كمان، يمكن عشان الهم، ولا يمكن حاجة جينية بتيجي مع التلوث .. فكرة أنك مش فاكر أكلت أيه إمبارح بتخوّف لأن زي ما اتضح لينا إن السياسيين بيلعبوا ع الحتة دي بالذات وبيعملوا أحلى شغل كمان .. عمرك فكرت تشوف ع النت عناوين جرايد نفس اليوم السنة اللي فاتت كانت عاملة إزاي؟؟ أنا حاولت مرة وذُهلت .. قُصر الكلام من سنة فاتت حضرت ندوة لد/ علاء الأسواني وأتكلم عن الأوضاع اللي كانت موجودة وقتيها .. رجعت لملاحظات كنت كتبتها على أساس إني صحفية .. مش فاكرة ليه كتبتها برضه الصراحة .. المهم قلت أشوف أيه اللي منها اتحقق لحد دلوقتي في 2012 .. بس كده .. الكلام ده كان يوم 4/6/2011:
§ في الفترة دي الربيع العربي كان لسه ربيع والجو بديع ورغم المشاكل وإن الناس ابتدت تفوق وما تحسش إن أي حاجة مهمة بتحصل كانت لسه الزهوة موجودة ..أكد د/ علاء على الهام الثورة المصرية للعالم .. كانت وقتها في مظاهرات في إسبانيا وأوروبا خاصة بالأوضاع الاقتصادية عندهم ، والناس هنا عملوا زيّنا وقاموا جايبين خيم واعتصموا وعسكروا، بل إنهم كمان حطوا لافتات فيما معناه إحنا كمان زي المصريين جدعان .. قال كمان إن رغم نجاح الثورة في الأول .. وإن عدم وجود قائد ليها خلى الموضوع صعب ع النظام البائد وصعّب عليه إنه يستميل قائد الثورة مثلاً أو ع الأقل يعمل معاه الواجب المتين ويعذبه وده كان أسهل حاجة عندهم .. كمان الثورة ما وصلتش لعنف وتدبيح من جانب المتظاهرين ع الأقل .. يعني لا مسكت الجيلوتين عمال على بطال زي الثورة الفرنسية (1789)، ولا قادتها أستأثروا بالحكم وقتلوا الثوار والقادة التانيين زي الثورة البلشفية (1917) في روسيا أو ثورة العراق سنة 1958 اللي أستأثر فيها عبد الكريم قاسم بالحكم وصفى كل القادة التانيين خوفاً من سلطتهم، إلا إن عد وصول الثوار للحكم وتطهيرهم للبلاد من الفلول أدى لمشكل كبير لأن الديتول لسه ما وصلش من سنة وأكتر للي يستحقوه والدليل هنا في 2012 إن واحد زي شفيق مثلاً مترشح للرياسة!!
كمان الجيش عكس الثوار ف الحرارة يعني إن في ((فرق حرارة وسرعات))، وأساساً الجيش بطبيعته مش ديموقراطي واستحالة يعمل غير اللي في باله، والمشكلة تفاقمت لأن مفيش حد بيتفق عليه كل الثوار يقدروا يتفقوا معاه بس ومع كده، مفيش حاجة ملزمة للطرفين.
§ قسم د/ الأسواني المجتمع المصري – أو أي مجتمع بعد الثورة – لثلاث فئات:
1. أول فئة هي الكتلة الثورية اللي هي ما بتخفش ومش مخدوعة، بتضحي بكل حاجة وما بيهمهاش والدليل على ده إن الشهداء لسه بيروحوا ورغم كده لسه الناس بتنزل مظاهرات واعتصامات .. الثوار ما بيقبلوش بالحلول الوسط وعندهم الموضوع يا أبيض يا أسود لأنهم مثاليين قوي.
2. تاني كتلة بها فيه إخوانا البُعدا اللي هما زي المناشير كانوا طالعين واكلين .. نازلين واكلين .. فل وجمعه فلول .. ودول عاوزين الوضع ما يستقرش أبدأً بمعنى "فيها لأخفيها" وأكيد مش ساكتين على مصالحهم اللي أتدمرت وبيدبروا عشان يقضوا على أي نتايج جيدة ممكن تكون الثورة سببها.
3. الكنب أو المتفرجين ع المعارك .. دعاة الاستقرار واللي مكانوش واثقين ف الثورة في الأول وبعد كده أنجرفوا مع تيارها أو كانوا معاها بقلبهم وبعدين زهقوا .. عاطفيين وعقلهم ف قلبهم .. وبما إنهم غير فاعلين فمعندهمش رغبة إنهم ينزلوا الملعب أو يشوفوا حتى مين اللي على حق ع الطبيعة.
4. الكلام ده كان مهم قوي بالنسبة لي لأن د/ علاء علق عليه بشكل جميل .. قال إن الثورة المضادة والفلول ما بتحاولش تقنع الفئة الثورية إنها تتحول لفلول بل بالعكس بتضغط ع الجماعة الكنب عن طريق الترويع بقى وفيلم البلطجية وعدم الأمان، وإن الاقتصاد خرب "حرام عليكم"، ومن هنا ممكن الكنب يتحولوا لفلول فكرياً ويفقد الثوار حتى تعاطفهم معاهم. النقطة دي أنا شخصياً حاسة بيها جداً بعد سنة من الكلام ده.
في 4/6 كانت ثورة الغضب الثانية يوم 27 مايو لسه فريش، وكانت مطالبها كالآتي
أولاً المطالب الاقتصادية:
- وضع حد أدنى وأقصى للأجور ودي حاجة لسه ما حصلتش أو أتحددت لحد دلوقتي .. ده حتى واحد من مديرين البنوك المحترمين مش راضي يبقى الحد الأقصى 50 ألف جنيه .. أفهم حتى بيعمل أيه بال50 ألف دي ف الشهر؟!
- التحكم في الأسعار وفرض الضريبة التصاعدية .. مش هتكلم.
- محاكمة كافة رجال الأعمال الفاسدين ومصادرة أموالهم؟؟ حتى قزازة الديتول نصها ما خلصش عليهم.
ثانيا المطالب السياسية:
- عودة الأمن بشكل مكثف ودي حاجة د/ الأسواني نفسه قالها يومها وده إن الشرطة بتنتقم من الشعب لأنها اتكسرت أثناء الثورة وده ثار بايت فالموضوع ده ما بيتحركش إلى حد كبير.
- تقديم مبارك للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى لأن المشير اعترف إنه – مبارك يعني – إدى أوامر بقتل المتظاهرين .. ومبارك طبعاً مشكوراً جه من شرم للقاهرة كتر خيره وقعد ف المستشفى والمشير غيّر أقواله وأدينا مستنيين.
- إشراف قضائي وحقوقي على جهاز الأمن الوطني ومحاكمة الضباط اللي قتلوا المتظاهرين .. ده ضباط أمن الدولة تحت رتبة عقيد دخلوا الأمن الوطني دوغري والكلام على لسان د/ علاء. كمان ممكن حد يقوللي وإحنا في 2012 فين ناس زي اللي ذكرهم الدكتور زي فاروق لاشين مدير امن البحيرة، وصاحب فيديو "إحنا أسيادهم" الشهير، ووائل الكومي رئيس مباحث قسم الرمل ف إسكندرية؟؟ دوّرت عليهم ع النت وأفتكرتهم أخيراً بس ما أفتكرش إني شفت أي خبر عن أي أحكام عليه مثلاً، ده بالإضافة للضباط اللي أوريدي أخدوا براءة. أما اللواء البطران – الله يرحمه – اللي استشهد أثناء الثورة وهو بيحاول يمنع فتح أبواب سجن القطا، والمساجين بيقولوا إنه اغتيل عمداً فين اللي قتله وهو اللي قال قبل ما يموت بساعات "العادلي ولّع البلد"؟
- حل المجالس المحلية وكان وقتها في مظاهرات جامدة في قنا ضد المحافظ الجديد وقتها اللواء/ عادل ميخائيل اللي قال أيمن نور إنه عذبه قبل كده ف السجون .. اتغير المحافظ ولسه مش عارفين اللواء/ عادل راح فين وهل بيتحاكم ولا إيه أخباره؟
- إقالة يحيي الجمل وده الحقيقة تم، ومحاكمة عمر سليمان وهو نفس الرجل اللي لسه من شهر تقريباً كان عاوز يترشح للرياسة.
- حل جهاز الأمن المركزي وإدماجه في الجيش .. أظن لم يحدث شيء بخصوص الموضوع ده برضه.
- التأكيد على حقوق المصريين في الخارج في الانتخابات ودي حاجة تمت رغم إن فيها مشاكل بس نحمد ربنا عليها.
ثالثاً الحريات:
- إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين ودي حاجة الثوار لسانهم دلدل عشانها ولسه ما أتحققتش الصراحة.
- حظر فض الاعتصامات بالقوة بشكل كامل ودي حاجة إحنا طبعاً متأكدين منها والدليل أحداث العباسية الأخيرة في أوائل شهر مايو 2012.
- تطهير الإعلام وأدينا شايفين ناس زي مصطفى بكري ولميس الحديدي وخيري رمضان وغيرهم ياما اعتزلوا ف بيوتهم وأبتدوا يدربوا فرق الناشئين والأشبال إزاي.
وفي آخر ورقة طلبات ثورة الغضب الثانية مكتوب "انزل وهات خمسة معاك .. الجدع جدع والجبان جبان .. وإحنا يا جدع راجعين ع الميدان".
وهنا سلمت على د/ علاء الأسواني وخدت التصويرة التمام معاه مع إني بتكسف اوي من الموضوع ده .. قلتله "إنك لا تخاف لومة لائم" وده طبعاً كان من توابع السك المتين للأخ الشفيق وأنا –الصراحة – كنت مبسوطة منه لأنه قال اللي كان محشور في زورنا من زمان لرئيس وزراء البونبوني .. داهية بقى لو بقى الرئيس .. هناكل حلويات بالهبل.
لفعت النوتة على دراعي وروّحت ..
ومن هنا ... من سنة 2012 .. بقول لنفسي هو أيه اللي فكرني بالكلام ده .. مش كنت خليني ناسية أحسن .. والسلام ختام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق