لم أكن أدرك عندما تركتك خلفي أني سأشعر
بالغربة إلى هذا الحد، أني سألمس يدي فأحس بها مخدرة، أن استشعر نبض قلبي فأسمع
صوتاً فارغاً بارداً. كنت أختلس نظرات حادة وسريعة حولي في هذا المطار، في طريق
واحد ورحلة واحدة لا رجعة فيها، لا خطوة تقربني مما حدث ولا حركة تبعدني عن
المجهول. استمر الخدر يحيط بي .. أنفاسي تتهدج .. تنهار نفسي .. تنساق كالمغناطيس
إلى جسد الطائرة الأبيض.
أتدري؟! أنا مشوشة، مهمشة، مطرودة من نار ومستقبلة في نار أخرى .. لا ..
أنا المنبوذة التي تفخر بالنبذ .. تتلذذ بالتغذي على نبت الشوكران والقهوة المرة
الحائرة بين الإبداع والكون في بركة الطين المطيّب ببتلات الورد وهمس الصفصاف على
ضفاف نهر هندي عتيق.
سأصعد إلى القمة اللامنتهية .. محبوسة في قفص من أشواك الهجير .. أنا
مسكونة بأفكار وثيقة
الصلة بالرؤى الليلية .. مكبلة بوشاح طويل عريض لا نهاية له .. منزوع اللون
والرائحة .. حيادي .. متطرفة .. ما نفع الأحاسيس إن لم
تكن جارفة .. واضحة ناصعة البياض كثلج ديسمبر والعاصفة.
عدسة سلمى |
لازلت في المطار .. وقفت أمام مرآة الاستراحة .. وجدتني .. يدي ساخنة ..
قلبي ينبض بشدة .. بجنون .. لم أعد مخدرة .. قدمت التذكرة لمدقق الجوازات وسرت
مُسيرة .. مُخيرة بخطوات ثابتة إلى باب اللاعودة.
25 - 11 - 2006
هناك 8 تعليقات:
و لأنها لا عودة فانا سأظل هناك حيث فراغ الفضاء القاتل أهيم بلا مدار و بلا نجم و بلا نور و بلا صوت و بلا حلم و بلا أنا
رائعة جدا تدوينتك و سعيد اني تعرفت على تلك المدونة الراقية
تقبلي تحياتي في اول مرور و لا أظنه الأخير
رشاقة اسلوبك ورقته رائعة
أحسنتِ يا سلمى
رائعة جدا يا سلمى..دامت روعة قلمك..تحياتي
وصفك رائع يا سلمى
واحساسك وصلنى اوى فى التدوينه دى
تسلم ايدك :)
عزيزي د. مصطفى
لكم أسعدتني كلماتك عن المدونة .. أهلا بك دائما .. أانس بمرورك وتعليقاتك وأدبك الجميل
شكرا :)
شكرا جزيلا أ. ضياء على تعليقاتك التي تسعدني دائما
شكرا جزيلا أحمد ،
أنتظر دائما تعليقاتك ، وأنتظر منك النقد أيضا فأنت أديب رائع :)
تحيتي
العزيزة بنت من الزمن ده
سعيدة إن التدوينة وصلت لك جيدا وأعجبتك ..
تحياتي لكِ
إرسال تعليق