كان قلبه، طوال عمره، يهفو إلى الطيران .. إلى تنسم الهواء البكر، ذلك الذي
لم يتنشقه أحد من قبل .. هواء ملكه وحده .. هواء يبعث رعدة نقاء في روحه التواقة
إلى التحليق فوق سحب الحلم والخيال والحرية غراء اللون.
في الطفولة، لم يقنع قط بطائرات الورق المعدة مسبقًا .. كان يجد لذة لا
تضاهيها لذة في صنعها بنفسه .. الخيوط .. الأوراق الملونة .. البوص .. الحبال .. يثب خلفها .. يشعر بهوائه البكر يحركها .. يهفو قلبه خلفها مع حركات
الهواء الطازج .. بمقصه الصغير يحررها لتخبر سماءه برغبته في التحليق يوماً ما ..
توشوش الشمس بقرب وصوله إليها.. معلناً خلافته لإيكاروس وابن فرناس .. محققاً
حلمهما الذي لطالما راوده .. في كل رؤاه الليلية كان يطير محلقاً كصقر يشرف على
قمم الجبال متناسياً تلك الرؤى البشرية الضيقة.
أخيراً، نبت له جناحان من نور .. تلفع بعلم بلاده الذي لم يدرك قدراته
الخارقة على التحليق من قبل .. رأى أناساً تهفو قلوبهم مثله إلى الطيران .. إلى
لحظة من نقاء وتحرير.
ابتسم لهم ثم أكمل
رحلته إلى الشمس التي كانت تنتظر بلهفة ساخنة روحه المحلقة في سعادة إليها.
هناك 4 تعليقات:
المعنى وصل يا سلمى و رائع
ما أجمل التحليق بجناحان من الحُريّه
تسلم إيدك
تحياتي
شكرا جزيلا د. شيرين ،
مبسوطة قوي بكلامك ورؤيتك .. وحشتينا قوي
دفع تمن الحرية
وحس بيها في عالم أفضل
المجد للشهداء
روعة يا سلمى
تسلم إيدك
قدرة على رسم المحسوس و المتخيل و ليس الملموس و الظاهر..
ربما كانت هذه فرصته الأفضل و الأشرف و الأمجد في التحليق..
..
رائعة يا سلمى.
إرسال تعليق